الرؤيا على جناح طائر ما لم تعبر

الرؤيا على جناح طائر ما لم تعبر.
-----------------------------------------
ومعذرة عن طول المنشور فإنه لا يتجزء.
يقول صلى الله عليه وسلم( الرُّؤْيَا عَلَى رِجْلِ طَائِرٍ، مَا لَمْ تُعْبَرْ، فَإِذَا عُبِرَتْ وَقَعَتْ))، قَالَ وَأَحْسِبُهُ قَالَ( وَلَا تَقُصَّهَا إِلَّا عَلَى وَادٍّ، أَوْ ذِي رَاي)).
وفي قوله تعالى في سورة يوسف عن الرجلين اللذين دخلا السجن مع يوسف عليه السلام في شأن رؤياهما, قالا له : ((نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ))، جاء في تفسير الطبري، قال: لما دخل يوسف السجن قال: أنا أعبُرُ الأحلام. فقال أحد الفتيين لصاحبه: هلمَّ نجرّب هذا العبد العبرانيّ فتراءَيَا له! فسألاه، من غير أن يكونا رأيا شيئًا. فقال الخباز: إني أراني أحمل فوق رأسي خبزًا تأكل الطير منه؟ وقال الآخر: إني أراني أعصر خمرًا, وفي رواية اخرى" ما رأى صاحبا يوسف شيئًا، وإنما كانا تحالما ليجرِّبا علمه".
وهو احد قولي العلماء في تفسير الاية، فلما اخبرهما بتفسير رؤياهما قالا: ما رأينا شيئا، فقال( قضي الأمر الذي فيه تستفتيان))، فوقع كما قال، قتل أحدهما، ونجا الآخر، وفي هذا تحذير شديد لمن يترآى شيئا دون أن يراه.
وقوله صلى الله عليه وسلم( على رجل طائر)), اي: أنها لا تستقر قرارها ما لم تعبر، اي: إنها كالشي المعلق على رجل طائر، ما لم يتكلم المؤمن او الرائي بها,(( فإذا حدث بها وقعت))، اي: اذا حدث بها الرائي وعبرها له احدهم، فإنه يلحقه حكمها, وهذا من التشبيه التمثيلي.
فشبه الرؤيا بالطير السريع طيرانه, وقد عُلق على رجله شي يسقط بادنى حركة, والرؤيا تستقر على ما يسوقه التقدير من التعبير, فإن كانت في حكم الواقع، قيض الله لها من يتكلم بتاويلها على ما قُدِّرَ، فيقع سريعاً, وان لم يكن في حكمه، لم يُقدر لها من يعبرها, وقوله(لا تقصها الا على وأد)), اي: على عالم بها ليفسرها, ولا يقصها على كل من هب ودب، لانها ستقع بما ستعبر به.
وفي هذا وعيد شديد لمن يقص رؤياه على هذا وتلك، بقصد تعبيرها، وفيهم الكثير ممن لا يحسن التعبير، ولكن قد يكون تصدى لتعبيرها للتكسب، كما هو حاصل الان في الكثير من القنوات الفضائية، التي تتاجر بنقود الناس وعقولهم, فاحذر أخي الكريم وانتي اختي الكريمة، من ان تقص الرؤيا على كل من هب ودب, واعلم بأنها ستقع كما ستعبر لك، مع انها لا تضرك ولا تقع ان هي لم تفسر وتعبر, و قد جاء في الحديث( إِذَا رَأَى أَحَدُكُمُ الرُّؤْيَا يُحِبُّهَا، فَإِنَّهَا مِنَ اللَّهِ، فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ عَلَيْهَا وَلْيُحَدِّثْ بِهَا، وَإِذَا رَأَى غَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا يَكْرَهُ، فَإِنَّمَا هِيَ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَلْيَسْتَعِذْ مِنْ شَرِّهَا، وَلا يَذْكُرْهَا لِأَحَدٍ، فَإِنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ )).
فمن رأى رأيا خير فليحدث بها وهي من بشارة المؤمن، ومن رأى ما يسؤوه فلا يحدث به فإنه لا يضره بأذن الله.
طيب الله اوقاتكم بكل خير وعافية وصبحكم ربي بكل خير
منقول.......

اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين

يالله
بوركتم